ريبورطاج

صحيفة ألمانية تكشف حياة الليبيين تحت القصف

Dw

منذ أكثر من ستة أشهر يحاول خليفة خفتر السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، لكن لحد الآن بدون نجاح. وسكان العاصمة يعانون من الحرب والأزمة الاقتصادية والفوضى في البلاد. آنه آلميلينغ تجولت في طرابلس وأعدت هذا التقرير.

العديد من أصناف السمك معروضة في سوق السمك بالعاصمة الليبية طرابلس حيث يوجد كل ما يصطاده الصيادون من البحر المتوسط. وفي داخل الرواق الذي يضم السوق يعرض التجار بضاعتهم على الزبائن ويقطعون ويزنون السمك ويجهزونه للبيع. يتنقل الزبائن من بسطة إلى أخرى يتحققون من الجودة ويقارنون الأسعار مثلما يفعل محمد البسكاني ووالدته خديجة. “أصدقاء من تونس سيأتون إلينا لتناول العشاء معنا”، يقول محمد البسكاني الذي يعتزم تحضير طبق الكسكس بالسمك، والعائلة نادرا ما تقدر على توفير هذا الطبق الشعبي، لأن أسعار المواد الغذائية ارتفعت جدا في ليبيا.

حياة تحت القصف ـ كيف يتحدى الليبيون ويلات الحرب؟

Libyen Abzug der Milizen aus Tripolis 21.11.2013 (AFP/Getty Images)
منذ أكثر من ستة أشهر يحاول خليفة خفتر السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، لكن لحد الآن بدون نجاح. وسكان العاصمة يعانون من الحرب والأزمة الاقتصادية والفوضى في البلاد. آنه آلميلينغ تجولت في طرابلس وأعدت هذا التقرير.

العديد من أصناف السمك معروضة في سوق السمك بالعاصمة الليبية طرابلس حيث يوجد كل ما يصطاده الصيادون من البحر المتوسط. وفي داخل الرواق الذي يضم السوق يعرض التجار بضاعتهم على الزبائن ويقطعون ويزنون السمك ويجهزونه للبيع. يتنقل الزبائن من بسطة إلى أخرى يتحققون من الجودة ويقارنون الأسعار مثلما يفعل محمد البسكاني ووالدته خديجة. “أصدقاء من تونس سيأتون إلينا لتناول العشاء معنا”، يقول محمد البسكاني الذي يعتزم تحضير طبق الكسكس بالسمك، والعائلة نادرا ما تقدر على توفير هذا الطبق الشعبي، لأن أسعار المواد الغذائية ارتفعت جدا في ليبيا.

وفي هذا السياق تقول خديجة لـ DW: “الحرب هي السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية. إنها تؤثر على حياتنا اليومية بقوة. وأحيانا نكون مجبرين على التخلي عن أشياء مهمة. والنقص في المال والتكاليف العالية تنغص علينا حياتنا”.

وأمام البنوك في الحي القديم لطرابلس يقف الناس في طوابير حيث يجب عليهم الانتظار لساعات لسحب مبالغ مالية صغيرة، لأن البنوك قلما تتوفر على سيولة مالية، والقطاع المالي قد تدهور. فبعد ثماني سنوات من سقوط نظام معمر القذافي تعم الفوضى في البلاد ويقول الناس إن الدولة فشلت، لأنها لا تقدم للمواطنين ما يحتاجونه من مال وأمن وسيادة القانون والعمل والرعاية الصحية.

ضمادة كبيرة ملصقة على دقن شاب الذي يتقدم في ممر المستشفى حيث يبدو متعبا، دخل المستشفى لمعالجته مع بعض زملائه المقاتلين الذين يعاني بعضهم من جروح بليغة. “أُصبت في عنقي. شظية أصابتني ولحسن الحظ لم يكن الوضع سيئا”، يقول المقاتل الشاب لـ DW.

ظروف حياة صعبة

هذا المريض ينتمي لإحدى المجموعات المسلحة التي يوجد الكثير منها في ليبيا. فبعض الميليشيات تدعم الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس بقيادة فايز السراج، وآخرون يقاتلون إلى جانب خليفة حفتر الذي يتطلع إلى إسقاط حكومة السراج والسيطرة على طرابلس. وفي الشهور الماضية تمكن من الاستيلاء على أجزاء واسعة في شرقي البلاد وجنوبها ـ ودعا في أبريل/ نيسان الماضي أتباعه إلى شن هجوم على العاصمة طرابلس، وقال حفتر في خطاب وجهه لمقاتليه قبل بدء الهجوم على طرابلس “أيها الأشاوس الأبطال لقد دقت الساعة وآن الآوان، وحان موعدنا مع الفتح المبين. فتقدموا كما عهدناكم بخطوات بثقة بالله. وادخلوها بسلام على من أراد السلام”.

وسقطت منذ ذلك الحين الكثير من القذائف في طرابلس وقتل مئات المدنيين. وفي ضواحي المدينة يمكن مشاهدة سحب الدخان المتصاعد وسماع تبادل إطلاق النار ودوي القنابل. والكثير من سكان طرابلس فقدوا على الأقل أحد الأقارب أو الأصدقاء أو المعارف في هذه الحرب.

شاب في مقهى على الشاطئ يقول إن مواجهات في الليلة الماضية أدت إلى وفاة ثلاثة من معارفه، ويضيف لـ DW بأن “موقع فيسبوك اصبح مثل مقبرة، لأن كثيرين كانوا يملكون حسابات فارقوا الحياة”. وأوضح الشاب أنه يفكر في مغادرة البلاد. وحتى الطالبة الشابة خولة ينتابها القلق وتقول لـ DW “نشعر بالخوف فقط عندما نسمع سقوط صواريخ بالقرب منا. لكنها أصبحت جزءا من حياتنا اليومية. لكن الحياة يجب أن تستمر، ونحن نعلم أننا سنموت في أي لحظة”.

هذه الطالبة الشابة ورفيقتها تتأملان البحر الذي تتدافع أمواجه الهادئة إلى الشاطئ، والشمس ساطعة والطقس جميل، لكن في الخلف تستمر الحرب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *