ابواب الصمت

جائحة ” كورونا” ليست شيكا على بياض للحكومة!؟

 

يسود الاعتقاد أن اجتياح فيروس ” كورونا” للمملكة المغربية إلى جانب باقي دول العالم هو بمثابة شيك على بياض لحكومة السي سعد الدين العثماني ورفاقه الوزراء بل على العكس من ذلك فالمصاب الجلل الذي ضرب ولازال بقوة غير مسبوقة لمعظم أقطار العالم ومعه المملكة المغربية يفترض أن يكون موجها ومنبها ومحفزا على الابتكار والخلق والابداع في طرح الحلول الناجعة للمشكلات والنواقص والاعطاب الاجتماعية والاقتصادية و الخدماتية والمالية و التدبيرية التي كشفت ازمة جائحة ” كورونا” عن جزء بسيط منهاو المؤكد أن القادم من الايام الصعاب في ظل الانتشار المرتقب للفيروس غير المرئي ستكشف عن الكثير من مواطن الخلل والثغرات والارتجال والضعف والهشاشة في بنية خارطة السياسات العمومية التي تعتمدها الدولة في تدبير الشأن العام .كما يمكن أن تضع الحكومة في الصورة الحقيقية لما يعتري البلاد من نواقص على كافة الأصعدة.وبخاصة على مستوى القطاعات الاجتماعية الموسومة بالضعف والخصاص والوهن .وعلى رأسها قطاع الصحة. وبالأخص النظام الطبي و المنظومة الاستشفائية في ارتباطها بكافة الخدمات والبنى التحتية .وقد يتكشف واقع هذا القطاع في الاتي من الايام عند ارتفاع وثيرة الفيروس على مستوى خارطة الإصابات وحالات الوفيات المرتقبة وبالضبط مرحلة الدروة للجائحة التي ستعرفها المناطق والمدن والجهات المستهدفة. بالاضافة الى ما سيترتب عن حالة الطوارئ الصحية واجراءات غلق المطارات والحدود البحرية والبرية والجوية. وما ترتب وسيترتب من خسائر مادية ضخمة على قطاع السياحة ومن خلاله على منظومة العملة الصعبة وغيرها بالمملكة. وكذا إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد .والتوقيف الكلي للحركة الاقتصادية والتجارية وكل ما يتصل بها من معاملات وخدمات .

بالاضافة كذلك الى تجميد كافة مظاهر الحياة الاجتماعية.في أعقاب الإجراءات والتدابير الاحترازية التي فرضتها الدولة لمدة شهر كتوجهات صارمة للوقاية ومنع فيروس ” كورونا” من الانتشار .وحماية أرواح المواطنات والمواطنين.وهي بكل تأكيد تدابير محمودة ولا اختلاف حولها. ما دمت تستهدف حماية المواطن والوطن .لكن أزمة الجائحة وتداعياتها لاتمنح صك البراءة للحكومة للتملص من وظائفها الدستورية المتمثلة أساسا في التفاعل السريع مع الاختلالات والنواقص المترتبة والتي ستترتب عن المخلفات الرهيبة والقاسية والكارثية للفيروس المدمر.كما أن الظرف القاهر لهذا الوباء لا يمكن اعتباره دفع اودليل لاقامة الحجة لتبرير الفشل او شيك على بياض لتعليق الإخفاقات والمأسي و الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية و الخدماتية وغيرها على جائحة “كوروناالمستجد.

الاكيد أن تمة بالفعل اكراهات ضاغطة من طرف هذا الوباء.لكن الواجب يفرض أحداث ثورة حقيقية  تقارب منطق المعجزة من طرف الحكومة في البحث عن البدائل والحلول الجدرية للمعضلات والمأسي المرتقبة .والعمل بنفس غير أعتيادي لبلورة أفكار ونظريات مبتكرة تأخذ في الاعتبار التحولات والمتغيرات الكبرى والخطيرة التي ستترتب عن هذا الوباء العالمي الذي لم تشهد له البشرية مثيلا في التاريخ و لا حتى في الجغرافية. الى ذلك وتأسيسا على ما سبق يفترض أن لا تتحمس حكومة السي العثماني لنظرية الاستسلام والتبرير لمنطق النكسة .والتوظيف غير الأخلاقي لهذه النكبة الكونية من اجل تبرير العجز والفشل بشكل الذي يفوق التوقع والتحمل .والتوظيف غير الأخلاقي لهذه النكبة الكونية من اجل تبرير العجز والفشل في تدبير الأزمة وما بعدها بحجة القوة القاهرة لجائحة ” كورونا” المستجد .

و لذلك على الحكومة أن ترفع من وثيرة عملها بالقدر الذي يمكن أن تساير به تحديات المرحلة الراهنة .وان لا تخلف موعدها مع تاريخ هذه المحطة التي سيدونها العالم بدم الضحايا والمصابين.وترفع بالمقابل من إيقاع المعالجة الظرورية للاثار الوخيمة لهذه الوباء العالمي.مع أعادة النظر بشكل جدي في ترتيب الأولويات. وضبط التوازنات الاجتماعية بكثير من الحكمة والاحترافية السياسية للحفاظ على السلم المجتمعي.وان تسارع الى وضع خطط وبرامج استعجالية مؤطرة بشكل دقيق بمنسوب الوعي الوطني الكبير المستحضر للعناوين العريضة لتحديات المرحلة .والعمل كذلك على ابتكار الحلول ما فوق العادية وحشد الطاقات والجهود الوطنية للتصدي بنجاعة وإدراك كبيرين لواقع الحالة الطارئة. دون أن نغفل دور البرلمان الذي يتعين عليه الانخراط هو الآخر في البحث عن الحلول وابتكار التشريعات ما فوق “البنفسجية”ان صح التعبير عبر مشروع وطني متكامل لإنقاذ البلاد من الانهيار المرتقبة بعد مرحلة جائحة “كورونا” .فالمسؤولية الوطنية مشتركة ببن الجميع .لكن الوزر الأعظم يبقى على الجهازين التشريعي والحكومي لضبط الايقاع العام على نغمات الإصلاح والترميم وتجاوز المحنة بأقل الخسائر.ولما لا القفز على الأزمة والاستثمار في مكامن خللها واعطابها وتقويم الاعوجاج وتصحيح مسار الأمة من اجل استعادة عافيتها المطلوبة. والله من وراء القصد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *