أقلام مغاربية

قواعد الانتصار في ملحمة الصغار ..واتحاد المغرب العربي أضحوكة بين الامم!؟

مصطفى البحر

 

اذا كان لي أن أضيف شيئا أميز به كل ما قيل وكتب عن شيئ أسمه تجاوزا ” الاتحاد المغرب العربي” الذي تم الإعلان عن تأسيسه سنة 1989 بالمملكة المغربية .بقرار خماسي لقادة الدول المغاربية آنذاك ” المغرب: الملك الحسن الثاني؛ الجزائر : الشاذلي بن جديد ؛ تونس: زين العابدين بنعلي؛ ليبيا : معمر القذافي ؛ موريتانيا: معاوية ولد سيد احمد الطايع”رحمهم الله جميعا احياءا واموات. وهو أن الرغب السياسية التي أطرت فكرة ومرجعية التأسيس هذا التكتل الإقليمي كانت ابانها صادقة الى حد “ما” من طرف الأطراف الاربعة باستثناء الجزائر .التي ستكشف بعض المعطيات ذات الصلة بتلك المرحلة أن قبول الجزائر بفكرة الاعلان عن تأسيس اتحاد عربي للدول المغاربية تحت الإطار المعلوم. لم تكن نابعة من القناعة الفلسفية لروح المبادرة بقدر ما كانت شبه مناورة سياسية لتحقيق غاية “ما” بخاصة في تلك المرحلة وما بعدها .وللتدليل على ذلك هو الوضع الحالي لهذا المسمى “اتحاد المغرب العربي” الذي لم يعرف طريقه الى الاهداف والتطلعات والمبادئ التي أسس من أجلها الى حدود اللحظة ؛ بل لم يخطو قيد أنملة باتجاه تذويب الحد الأدنى من الخلافات الثنائية لا الصامتة ولا العلنية منها بين بعض دوله. الشيئ الذي يؤكد حقيقة النوايا والخلفية السياسية التي تحكمت في مرجعية القبول بقرار التأسيس بالنسبة لكل دولة على حدة . وبدا واضحا بعد مرور الوقت وتراجع منسوب نشوة حماس التأسيس .أن حلم مشروع تأسيس اتحاد مغاربي لم يكن مسنودا برغبة شعبية أو قناعة حتمية من طرف البعض .وكان في ضوء حالة الشرود التي ظل عليها ” اتحاد المغرب العربي” بعد توالي السنوات والحقب .أن تحول إلى مجرد جسد بدون روح .قبل ان تطفو على الساحة المغاربية بموجب هذه الوضعية الشاذة في عالم التكتلات الإقليمية والجهوية عشرات الاسئلة الحارقة حيال الجدوى من هذا الاتحاد.الذي أصبح بفعل اكراهات الزمن وضغط الاسئلة المعلقة بشأنه؛ أصبح أضحوكة ببن الامم.لتتعالى لغة تبادل التهم بين الدول الأعضاء المؤسسة للمشروع الافتراضي بخصوص الجهة المعطلة لعجلة هذا الاتحاد .مما جعل حقيقة حلم الرواد اقرب الى التصفية السياسية .رغم تواطؤ الكلمات التي سادت ولاتزال في خطاب كل طرف من الأطراف الوارثة لمشروع ” اتحاد المغرب العربي” والتي تنزع الى محاولة دحر مفردات الحقيقة المرتبطة بمسؤولية الجهة التي عطلة عمدا مسيرة ومسار الاتحاد الذي تصدح كل مقوماته الاجتماعية والدينية واللغوية والتاريخية بالوحدة على أكثر من صعيد .كوحدة اللغة والدين والثقافة والهوية والثرات والجغرافية والتاريخ.وكذا وحدة المصير بين الشعوب المغاربية.

وان كانت الحقيقة المتصلة بالخطاب السياسي العام لمشروع “الاتحاد المغاربي” يعتريها الكثير من المزايدات وبالتالي هي فجوة يتعذر ردمها ومسافة يصعب اجتيازها ايا كانت المجازات والاستعارات التي تروم تبيض مضمونها .فثمة حقيقة عند قيادات بعض دول الاتحاد متعالية؛ مطلقة؛ ثابتة وأحدية تروم تأليه منطق مواقفهم وصوابه حيال الوضع غير المستساغ لاتحاد المغرب العربي. بيد أن الحاصل في مواقف بعض الأطراف المحسوبة والوارثة للاتحاد المغاربي الموقوف التنفيذ .كالجزائر التي قبلت بفكرة تأسيس الاتحاد  لغاية كانت تتطلع إلى تحقيقها في مرحلة أواخر الثمانينات “1989” وليست قناعة بحتمية المشروع. والتي كانت تتمثل بالأساس في شراء السلم الاجتماعي بالداخل الجزائري على خلفية الأحداث التي عرفتها الساحة السياسية ” انتفاضة 1988″ وما تلاها من تمرد وشبه عصيان داخلي كان أبرز عناوينها إقالة الجيش للشاذلي بن جديد وتعين الجنرال علي كافي على رأس المجلس الأعلى للدولة في ظل اعلان عن  الفراغ الدستوري في تلك المرحلة .مما دفع السلطات العسكرية آنذاك الى الاعلان عن تنظيم الانتخابات البلدية والتشريعية التي اكتسح من خلالها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية بقيادة علي بلحاج وعباس مدني الساحة السياسية .ليقرر الجيش قلب الطاولة على على الجميع ووأد التجربة السياسية الجديدة في المهد.مما فتح باب جهنم على الشعب الجزائري في ما عرف بالعشرية السوداء.وهي ذاتها الفترة التي أجبرت من خلالها جزائر العسكر على قبول وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليزاريو نهاية التسعينات. وكانت أن أسقطت جميع اللاعبين المغاربين وعلى رأسهم المملكة المغربية في فخ إطفاء الحرائق التي كانت تعيش على صفيحها في تلك المرحلة .في ضوء قبولها لفكرة تأسيس اتحاد مغاربي والدفع بجبهة البوليزاريو للتوقيع على خطة السلام الأممية والقبول بوقف إطلاق النار بينها وبين المملكة المغربية.وبذلك تمكنت جزائر الجنرالات من شراء السلم الاجتماعي داخليا .وضمنت موقف حياد المملكة المغربية حيال كل ماكان يجري بالساحة الجزائرية .بالاستناد إلى مبادئ اتحاد المغرب العربي الذي نصت إحدى بنوده على احترام سيادة الدول الأعضاء وعدم التدخل في شؤونها الداخلية .وكان أن سقط المغرب في مناورة التأسيس لوهم أسمه ” اتحاد المغرب العربي ” .وفدلكة وقف إطلاق النار .التي لازالت تداعياتها قائمة  ومعلق وستظل الى ما لا نهاية دون تحقيق أي تقدم ملموس على أي من  مسارات التسوية السياسية التي تأسست عليها بنود وقغ إطلاق النار .شأنها شأن أضحوكة ووهم الاتحاد المغرب العربي. لانه و ببساطة فكل ما كانت تضمره الحقيقة الجزائرية في هذا المنحى  وتسكت عنه.كانت مواقفها تعلنها وتنطق بها في مكر وتحايل على اللغة المعلنة .وبالتالي فحقيقة الخطاب الجزائري الذي تم التروج له في تلك الحقبة وما تلاها لم يكن نصا على المعنى المراد بقدر ما هو مجرد مساحة وحيز لممارسة  آلياته وأدواته المختلفة والقذرة في التدليس والحجب والخداع والمكر. وقلب الطاولة على كافة النظريات السياسية التي قامت عليها مسرحية الاتحاد المغرب العربي وبعدها المبادئ الأممية لوقف إطلاق النار بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *