ابواب الصمت

رحيل شيخ المجاهدين وقائد الاتحاديين عبد الرحمان اليوسفي الى متواه الاخير

مصطفى البحر

 

رحل الى جوار ربه المشمول برحمته حكيم وكبير الاشتراكين المغاربة الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي عن عمر يناهز 96 سنة بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد بالدار البيضاء صبيحة يوم الجمعة 2020/05/29 بعد وعكة صحية ومضاعفات معقدة على مستوى جهاز التنفس والقلب. وكان قد تحول المستشفى المذكور الذي كان يرقد به شيخ المجاهدين الوطنين حضور عدد كبير من الشخصيات على اختلاف مناصبهم مباشرة بعد الاعلان عن وفاته ونعيه من طرف الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر .وسبق وأن قاد الراحل عبد الرحمان اليوسفي تجربة حكومة ” التناوب التوافقي” في مارس 1998 على عهد الملك الراحل الحسن الثاني قبل ان يعيد تعينه في منصب الوزير الاول من طرف الملك محمد السادس سنة 2000 وهو المنصب الذي بقي فيه الى حدود سنة 2002 ليعتزل بعد ذلك ممارسة العمل السياسي بشكل نهائي ومن خلاله الفعل الحزبي . لكن ظل يراقب عن كثب وبشكل دقيق كافة التطورات السياسية والاجتماعية والحزبية مع اصراره اللبق للتفاعل معها.بروية وحنكة وتبصر.وظل قائد الاتحاديين على هذه الطبيعة الى اخر مراحل حياته حيث كان اخر تفاعل سياسي له مع الحالة الوطنية موقفه القوي من الدعوة الى تشكيل حكومة وطنية في ظل الازمة الصحية لجائحة فيروس كورونا والذي عبر من خلاله عن عدم فهمه لمثل هذه الدعوات التي تفرغ الشان الحزبي من محتواه تحت دوافع ودعوات ومبررات لاتنسجم مع طببعة المرحلة السياسية للمملكة المغربية. الى ذلك ولمكانة الرجل وما اسداه من خدمات عبر مساره السياسي الطويل والذي امتد لاكثر من ستة عقود من الزمن النضالي قضاها بين الاعتقال والصراع السياسي القوي مع نظام الحسن الثاني وكذا بين المنفى الاختياري والاجباري وما بينهم دفاعا عن الحرية والديمقراطية وعصرنة طبيعة الحكم بالمغرب قرر بعد كل هذا الملك محمد السادس سنة 2016 اطلاق اسم عبد الرحمان اليوسفي على اكبر الشوارع بمدينة طنجة مسقط راس هذا الاخير .وتكريما له قرر كذلك القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة الملك محمد السادس اطلاق اسمه على فوج الضباط العسكرين والشبه عسكرين بعد اداء قسم التخرج سنة 2019.وذلك تشريف وتكريم لرجل وطني كبير من حجم الراحل عبد الرحمان اليوسفي وهو اول شخصية سياسية مغربية تحضى بهذه العناية والتشريف والتكريم من طرف المؤسسة الملكية في شخص جلالة الملك محمد السادس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *