علاقات مغاربية

قطر تعرض مساعدات على الجزائر في رسالة واضحة للقفز على ثوابت الجغرافية في العلاقات بين الدول

 

في اتصال هاتفي مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عرض أمير قطر بن تميم على الجزائر تقديم مساعدات طبية ولوجيستية وعينية في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها العالم ومنها الجزائر.وذلك من أجل مواجهة الأزمة الصحية وتداعياتها الجارفة .

وتأتي مبادرة الأمير القطري اتجاه الجزائر في سياق الاتصالات الهاتفية التي أجراها المسؤول القطري مع العديد من رؤساء الدول الصديقة والشقيقة بحسب الاعلام الرسمي القطري. بيد أن الواقع المرتبط بهكذا اتصالات ومبادرات التي يقوم بها المسؤولين وبعض رؤساء الدول والملوك في ظل التطورات الخطيرة لازمة فيروس” كوفيد 19″ عبر العالم تروم بالأساس محاولة أعادة ترتيب الأولويات على مستوى طبيعة العلاقات الممكنة على ضوء مرحلة ما بعد كورونا المستجد.

وان كانت هذه المبادرات والاتصالات بين بعض قادة ورؤساء الدولة مجسورة بنوايا تضامنية وانسانية .الا أنها تحاول سبر أغوار طبيعة ونوعية العلاقة التي يمكن ان تكون عليها في مراحل ما بعد الجائحة. حيث تسود العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف وغيرها بين كافة الدولة نوع من الترقب والتوجس والغموض بفعل القوة القاهرة لفيروس كورونا وتداعياته العنيفة التي قلبت جمعيع الموازين بكافة مناحي الحياة العامة وعلى رأسها ما كان يعرف بالعلاقات الاستراتيجية وما دونها في ضوء خلط كافة الأوراق الدولية والإقليمية والجهوية.

حيث كان مفعول الصدمة الصحية المباغث على جميع دول العالم قويا الى حد الارتباك .الشيئ الذي دفع العديد من هذه الدول الى الاغلاق على نفسها بالقدر الذي يمكن كل دولة على حدة من امتصاص الصدمة الفيروسية وتداعياتها العدوانية والماحقة.ومن ثمة الدعوة إلى التفكير في كافة الأولويات والمسارات والتوجهات التي سادت قبل الاجتياح المدمر للجائحة لهذه الدول وعلى رأس هذه الأولويات طبيعة العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة على حد سواء.

لذلك وتأسيسا على هذا المنحى يمكن حصر معظم التحركات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة ذات الطابع الديبلوماسي والتظامني والإنساني وغيرها بين كافة الدول بما فيها مبادرات أمير قطر الذي تعيش بلاد حصارا ظالما من طرف دول الجوار لما يزيد عن الثلاثة سنوات يمكن حصر كل هذا في خانة البحث عن شراكات وعلاقات وتحالفات جديدة لا تحكمها بالضرورة عوامل الجغرافية والوحدة الدينية أو اللغوية أو ما شابه ذلك.

وبالتالي فالمعطيات والمؤشرات التي بدت تفرض نفسها من داخل رقعة الجائحة سائرة بكل قوة باتجاه نسف الثوابت الجغرافية والعقائدية والهوياتية وغيرها لتؤسس لمفاهيم ونظريات وعلاقات غير التي سادت وعمرت لعقود من الزمن البشري و الديبلوماسي والسياسي والدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *