شؤون مغاربية

الإقتصادات المفترسة على ذمة صحيفة لوموند الفرنسية : طائرة حفتر الخاصة..

ورحلات مشبوهة بين كاركاس وبنين وكوناكيري وبا مكو

كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تفاصيل وصول طائرة فالكون 900 التابعة لخليفة حفتر والتي كانت قادمة من مدينة بنغازي الليبية إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس، مشيرةً إلى أن الطائرة جذبت انتباه أصحاب تطبيقات “تتبع الرحلات”.

وأوضحت الصحيفة، أن هذه الطائرة هي التي يستخدمها عادة اللواء الليبي خليفة حفتر في صراعه مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، ويستهدف العاصمة طرابلس ,وتساءلت الصحيفة: “ماذا ستفعل طائرة حفتر على الجانب الآخر من العالم في أرض “الثورة البوليفارية” التي تواجه عقوبات أميركية؟, موضحةً أن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو نشر الخبر بطريقة مقتضبة على الفور، علما أن هذا النوع من المعلومات محليا ليس بالغ الأهمية، لأن فنزويلا وهي تحت حكم الرئيس نيكولاس مادورو معتادة على زيارات مجموعات من التجار والوسطاء الذين يقدمون خدماتهم للتحايل على عقوبات واشنطن , وأكدت / لوموند / أن حفتر لم يكن على متن الطائرة، لكنّ اثنين من حاشيته المقرّبين كانا هناك، بحسب مصدر ليبي، وهما نجله الصديق حفتر والمدني الفخري الذي يحمل رتبة عقيد في سلاح الجو ويرأس لجنة الاستثمار العسكري التي تدير الشؤون الاقتصادية والمالية بمعقل حفتر في برقة بشرقي ليبيا، مما يشير إلى الطبيعة الخاصة للرحلة وأكدت الصحيفة أن “متتبعي الرحلات الجوية” كانوا قد رصدوا الطائرة نفسها في كراكاس من قبل، حيث بدا أنها قامت برحلتين بين ليبيا وفنزويلا في شهر ونصف الشهر، علما أن هذه الطائرة عادة ما يكون مقرها في حظيرة طائرات في بنغازي، وهي مسجلة في الملاذ الضريبي المعروف بأروبا، وهي جزيرة صغيرة تابعة لهولندا قبالة ساحل فنزويلا، ومملوكة لشركة مقرها في الإمارات يديرها ريكاردو مورتارا، الذي كان لمدة طويلة طيارا شخصيا لألفريد سيرفن مستشار الظل لشركة ألف الفرنسية , وسبق لطائرة حفتر في عودتها من كراكاس أن توقفت في العاصمة الغينية كوناكري، وفي الوقت نفسه هبطت طائرة خاصة أخرى تابعة لشركة “أجنحة الخليج” الإماراتية قادمة من إمارة دبي عبر باماكو، وقد اجتمعت الطائرتان بالفعل في الوقت نفسه في باماكو، “الليبية” قادمة من كراكاس، و”الإماراتية” من كوتونو عاصمة بنين .. وتساءلت المصادر الإعلامية “ماذا يعني تواطؤ هذه الفرق بين ليبيا والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا وغينيا وبنين ومالي؟ وما الخيط الذي يربط كل هذه السلاسل المتناثرة؟ وهل بينها علاقة مع رحلة أخرى يوم 27 أبريل الماضي لطائرة فالكون مسجلة أيضا في جزيرة أوروبا وتنتمي إلى الشركة نفسها من بنغازي إلى بازل بسويسرا؟.. وأشارت الصحيفة إلى وجود رحلة أخرى من بنغازي إلى جنيف حدثت في أعقاب عودة طائرة حفتر إلى أفريقيا من كراكاس، وتساءلت: ماذا وراء هاتين الرحلتين بين ليبيا وسويسرا بعد المغامرات الفنزويلية؟ هل هي الاستثمارات؟وأوضحت لوموند أن الشركة المالكة للطائرتين قد خدمت كواجهة لعملية واسعة للنقل غير المشروع بطائرات خاصة، لتهريب الأموال والمجوهرات بين جنيف ولواندا لصالح شخصيات أنغولية. وقد أدانت النيابة العامة في جنيف مالكها ريكاردو مورتارا عام 2008 بتهمة غسل الأموال , وتتفق معظم مصادر الصحيفة المتعلقة بالقضية الليبية على أن هذا الارتباط بين حفتر وفنزويلا جزء من نشاط تجاري مفاجئ يهدف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سياق الهزيمة العسكرية التي مني بها اللواء في مواجهة حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج وبدعم من الأتراك، والتي أغضبت رعاته الأجانب، روسيا والإمارات ومصر. ومع أن حفتر لم يبق بيده مصدر سوى “نفط خليج سرت”، وهو لا يستطيع الاستفادة الكاملة منه لأن قرارات مجلس الأمن أعلنت عدم شرعية أي بيع للنفط خارج قناة طرابلس، فإن اللواء المتقاعد قد أقام دائرة اقتصادية ومالية موازية، فك شفرتها تقرير من مركز ناعورة الفرنسي للبحوث بعنوان “الاقتصادات المفترسة في شرق ليبيا” في عام 2019

وجاء في هذا التقرير أن حفتر يحاول إعادة بيع النفط الخام أو المكرر من خلال صفقات، كتلك التي توصلت إليها “لجنة الاستثمار العسكري” في نوفمبر الماضي مع شركة إيمو ومقرها دبي، ولكن تنفيذها كان شاقا بسبب قرارات الأمم المتحدة ..

وفي هذا السياق، حاول حفتر تحطيم العائق القانوني بغزو طرابلس، لكن هزيمته العسكرية في العاصمة أعادته إلى هشاشة وضعه المالي، ومن هنا تم إجراء اتصالات مع فنزويلا، حيث كان التوقف في كراكاس محدودا للغاية بحيث لا يكون مزعجا, ووفقاً لمصدر ليبي، فإن طائرة اللواء ذهبت للحصول على الذهب في كراكاس، وهو مورد تبيعه فنزويلا لتجديد خزائنها، وبالتالي فإن رحلة طائرة من طراز فالكون 900 من دون ركاب ستحمل 1.4 طنا من الذهب كحد أقصى، بقيمة 70 مليون دولار، وفقا لأحد الخبراء, وترى المصاد أن حفتر قد يستفيد من دفتر العناوين الذي بحوزة معاونيه من أنصار القذافي السابقين، ولا سيما الطبيب مصطفى الزيدي الذي كان يمثل مصالح سيف الإسلام القذافي، وكذلك يمكن أن يستفيد من الروابط التاريخية بين القذافي والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، كما قد يكون للروس أيضا دور في الوساطة بين الطرفين .. فيما تساءلت الصحيفة لماذا الذهب؟ مشيرة إلى أن العديد من المراقبين يرون أن المعدن الذي سيأخذه حفتر سيتم تكريره في أفريقيا، خاصة في مالي التي تزدهر فيها صناعة الذهب مثل غينيا أو بنين، ثم تنقل بعد ذلك السبائك إلى دبي لخدمة مصالح حفتر، على طريق لم يتم تحديده بوضوح بعد.. وتخلص الصحيفة، الفرنسية إلى أن هذه النشاطات إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن حفتر ماض في تهوره وهروبه إلى الأمام، مشيرة إلى أن معاملاته مع كراكاس قد لا تقتصر على الذهب، لأن قطاع النفط أيضا قد يدخل فيها، إلا أن ما تؤول إليه الأمور هو أن حفتر يتجه إلى إيجاد وسائل بديلة للتمويل للحفاظ على بقاء الكيان السياسي العسكري الذي يرأسه وتمويل الجيش لعشرات الآلاف من الرجال، بما في ذلك آلاف المرتزقة، حسب ناجي أبو خليل بمعهد ناعورة الفرنسي للبحوث واعتبر المعهد أن “قيام حفتر بهذه الخطوات رغم ما تنطوي عليه من مخاطر” يدل على مدى الصعوبات والتحديات الكبيرة التي يواجهها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *