حوارات

حوار افتراضي مع : كوفيد التاسع عشر

أجرى الحوار : محمد بلغازي

يقول المثل : إذا عمت هانت ..
وفي حالتنا هذه هاهي كورونا تنهش العالم عامة دون أن يهون عليها , غير عابئة بما يجري , مواصلة حربا غير متكافئة .. ولأن الإقتراب منها من سابع المستحيلات ولأنها استأسدت بما فيه الكفاية وبالرغم من خطورة الموقف وصعوبة الإتصال أوالتواصل مع دائرتها فقد ارتأت هيئة التحرير أن تجري حوارا افتراضيا مع أخيها كوفيد التاسع عشر حول ما جرى وما يجري

بداية ,,من أنت يا كوفيد ؟

كوفيد : أنا فيروس من عائلة الفيروسات التاجية أبدو على هيئة كرة مسننة لإخافة من يتجرأ على الإقتراب مني , كان ظهوري أول مرة سنة 2019 بمدينة صينية تدعى ووهان ومنها انتشرت عبر كل مناطق العالم مقتحما قلاع البشر ومواقعهم حاملا معول التغيير واسمي كورونا .

 ولكن لماذا كل هذه القسوة في التعامل مع البشر ؟

كوفيد : لست أكثر قسوة منهم .. فقد عانى العالم وتحملت الكرة الأرضية أوزار أخطائه وتعاليه واستهتاره وكان لابد من مبادرة للتصحيح

 وهل التصحيح يكون بحصد الأرواح بالآلاف ؟

كوفيد : إذا كان الماء للطهارة والنار للتطهير في بعض الميثولوجيات فإن الفيروسات أيضا لها هذه الخاصية , وكل تغيير أو إصلاح لابد دونه من تضحيات وضحايا

ولكنك تعلن حربا بلا هوادة دون أن تظهر للعيان ,ألست جبانا في هذا ؟ . أليست الشجاعة أن تواجه عدوك ؟ هذا إذا كان الإنسان فعلا عدوك ؟

كوفيد : قوتي في اختفائي حتى أظهر للبعض ممن طغى في الأرض بأن القوة ليست حتما في نوعية الأسلحة ولا في عدد الجنود ..

 يعتقد البعض بأنك مجرد فيروس أحمق تسلل من أحد المختبرات , فيما يرى البعض الآخر بأنك من صنع الطبيعة , وذهب آخرون إلى أنك ملاك قادم من السماء .. فمن أنت حقيقة ؟

كوفيد : لا يهم من أنا بالضبط ولا كيف أتيت أو من أين أتيت ..فكل واحد من المحللين والعلماء والفقهاء والأطباء والدكاترة والإعلاميين يتعامل معي من موقعه وخلفيته ,,فقد أكون مجرد فيروس هارب من مختبر وفي هذا إهانة لي وقد أكون من ابتكار الطبيعة أو حتى ملاكا وإن كنت أشك في ذلك .ولكنني أثبتت قوتي وحضوري وأركعت العالم وسأدفع بالبشر إلى التفكير مليا فيما هو آت .
 الحجر الصحي المنزلي والكمامات والمسافة الصحية و غير ذلك هي مجرد إجراءات احترازية للتصدي لك وهي كما تلاحظ أسلحة بدائية ,,فأية قوة يمكنها أن تقهر قوتك ؟

كوفيد : أنا أعرف مصدر قوتي .و عليكم أنتم أن تعرفوا مصدر قوتكم .وربما كانت هذه الإجراءات ذات فائدة مؤقتا , فأنا من الفيروسات الذكية والتي تتكاثر وتنتقل بسهولة ويسر , وسأبقى بينكم حتى تعودوا إلى رشدكم في التعامل من المادة ومع الطبيعة وفيما بينكم .

 ما رأيك في إن نبرم اتفاقا بعدم الإعتداء المتبادل وأن نبدأ ذلك بإقرار هدنة فيما بيننا ؟

كوفيد : لستم في موقف يتيح لكم فرصة إبرام أي اتفاق , ومن موقعي الحالي وهو موقع قوة كما ترى سأفرض باستمرار ما أريد  وقد أرفع الحصار تدريجيا إذا تبين لي أنكم قد عدتم إلى رشدكم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *