ابواب الصمت

 سادية ” كورونا” تسكت اصوات البنادق وتزرع الرعب في النفوس!؟

مصطفى البحر

 

اذا كان من الحسنات المؤلمة و التراجيدية لجائحة ” كورونا” ببعض الدول وبخاصة الشعوب التي تعرضت للقتل والدفن تحت الانقاذ لسنوات متواصلة ، على مرئى ومسمع العالم .وتواطؤ إجرامي منحط و حقير غاية في الساديةالسوداء من طرف العديد من الدول .على خلفية تصفية الحسابات السياسية وغيرها فيما بينها وباقي القوى الإقليمية والأنظمة الكبرى المتحكمة في قرار الحرب والسلم.

و كما كان في العراق ولازال بوثيرة متقطعة وسوريا التي تحولت إلى ساحة لمعركة كسر العظام بين عشرات الدول الإقليمية والاجنبية المتسلطة ، واليمن التي اصبحت هي الأخرى في ظل الصراع الشبه ابوي عليها بين دول المحيط الإقليمي الى محطة لضبط موازين القوى وتقعيد قواعد ما يعرف ب: العمق والامتداد الجيوستراتيجي للدول المتحاربة .وكذلك ليبيا الدولة المغاربية التي تم تهريب الصراع الدولي والإقليمي الى ساحتها بعد الاطاحة المأساوية للعقيد معمر القذافي لتشكل بعد ذلك منطقة بديلة أو منطقة إمتداد لكافة الصراعات الدموية والجيواقليمية بين ذات الدول.

وكان في ضوء هذه التجاذبات الطاحنة والحروب بالوكالة سواء عن طريق خلق تنظيمات إرهابية تحت اطارات وعناوين جهادية وإسلامية او عن طريق خلق جيوش مرتزقة مستوردة من دول بعينها . بغرض شرعنة التدخلات الإقليمية والاجنبية للدول ومحاولة إضفاء نوع من الشرعية المزيفة والماكرة لهذه الحروب القذرة.التي دمرت البلاد والعباد وأبادت ملايين الابرياء من المواطنين وشردت وهجرت آلاف الأسر والعائلات وقضت على مئات الأطفال والنساء.

وخلفت خرابا ودمارا غير مسبوقين بالبنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة وغيرها بكافة بؤر التوتر والحروب بالمنطقة العربية. وظلت هذه المناطق والدول المستهدفة من الحرب القذرة المذكورة سنوات وأعوام على حالها، والعالم يتابع بنوع من السادية الشوفينية. صور الدمار والخراب والقتل والتهجير والابادة والطرد والسلب والاغتصاب والامتهان والتنكيل وإهدار الكرامة الإنسانية في أبشع صورها المنحطة .

وكما  تابع الرأي العام العالمي بالمقابل المسرحيات السياسية والاسطوانات المشروخة للمؤتمرات الدولية والإقليمية وغيرها من اللقاءات الأممية والمخصصة جدلا للبحث عن الحلول السياسية ووقف الحرب القذرة ومنع التدخلات الإقليمية والاجنبية ومنع توريد الاسلحة ومحاربة التنظيمات الارهابية والجماعات الجهادية والمرتزقة ووقف التهجير ووقف الخراب البشري والعمراني بمناطق ودول الصراع.لكن دون جدوى .حيث كان العبث و الاستهتار بكل ما يقع بالمنطقة العربية سيد الموقف أقرب منه الى المؤامرة .

وشاهد العالم بالموازاة مع ذلك الصور االبشعة والمقززة لجثة الأطفال الابرياء تحت الإنقاذ والأشلاء المقطعة لضحايا القصف بالبراميل والأسلحة الفتاكة على مدار اليوم وعلى مدار الشهور والسنوات حتى تم التطبيع معها أعلاميا بفعل قوة الاستهلاك .وتابع المنتظم الدولي المجازر الإسرائيلية في حق الابرياء الفلسطينية وسياسة الارض المحروقة التي تنتهجها الدولة العبرية المغتصبة .وكذا سياسة التنكيل والحصار والاستيطان والتهجير والقتل بدم بارد للمواطن الفلسطيني.

ولم تنفع أي من القرارات الأممية ولا المؤتمرات الدولية ولا المبادرات ونواياها الحسن من وقف حمام الدم بمناطق الحرب والصراع على كثرتها وهي بالعشرات .الى ان حلت جائحة كورونا بالأرض وتعلن حربها الكونية الشرسة على اليابس والأخضر .وتجبر أقوى وأعتى الدول على إغلاق حدودها و ان تعلن بنفسها عن كساد حياتها التجارية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. وتحبس أنفاسها جوا وبرأ وبحرا وعلى كافة الاصعدة .وقبل أن تجتاح الجائحة العالم كانت قد أخرست اصوات المدافع والبنادق والدبابات في أكثر من ساحة ومنطقة ودولة. بفعل قوتها الضاغطة على كافة بني البشر.وهذا في اعتقادي اكبر مكسب يحسب لجائحة ” كورونا” في سجل حسناتها التراجيدية.
انها بالفعل سريالية مكر الزمان وتراجيدية قدر الحسنات في باب انتشار الجراثيم والفيروسات القاتلة. والتي تحاكي بالفعل أنماط الحزم الاسود بشأن منطق ديكتاتورية جائحة ” كورونا”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *